ثق بالله

"يا أيُّها الّذين آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُوات الشَّيْطان ومَنْ يَتَّبِع خُطُوات الشَّيطان فإنَّه يَأْمُر بِالْفَحْشاءِ والمُنْكَرِ ولَوْلا فَضْل الله عَلَيْكُم ورَحْمَته ما زَكى مِنْكُم مِن أَحَدٍ أَبَداً ولَكِنَّ الله يُزَكِّي مَن يَشاء والله سَميعٌ عَليم"

الشيطان هو عدو الإنسان، ولكنه ليس العدو الوحيد، فهناك الجهل، الكِبر، الغرور .....

ولكنه العدو الواضح لكل الناس.. (ربما ليس الكل!)

 أما أمراض القلوب والعقول والتي هي أكثر ضررا من الشيطان نفسه فنحن غالبا نتجاهلها.. وبالطبع الشيطان يستغل هذه الأمراض بشكل كبير، لينشر سمومه بين الناس وليوقعنا فيما يغضب الله عز وجل..

وليس هذا فقط بل ويجعلنا نظن الظنونا حتى في الله سبحانه وتعالى.

كل إنسان يمر بأوقات ضعف، ابتلاء، مرض، فقد للأحبة، خوف، ألم..
وأوقات رخاء، نجاح، مال، إنجاز..
وهنا تُكشف النفوس، وما تُخفي من مرض وجهل، وغرور، ونفاق..
وهذا تماما الوقت المناسب للشيطان فهو ينتظر وقت ضعفنا، ووقت غفلتنا..

وكم من الناس عاشوا في أسر أوهامهم.. وكم منهم ما زالوا يعيشون
وكم من الناس فقدوا أنفسهم ومن حولهم .. بسبب ظنون وشكوك
هناك الكثير من الأفكار التي تسيطر أحيانا على الإنسان.. وتبدأ التساؤلات..
فمن منا من لم يفكر: لماذا مرض هذا الشخص؟  لماذا هذا الزلزال؟ لماذا..؟
ولكل منا قصص حوله.. وقصص له..
إنها أفكار منتشرة، وشكوك، وأوهام.. تؤثر بشكل كبير علينا
ولكننا دائما ننظر إلى الجانب الضيق الصغير من كل قصة حولنا...
ولا ننظر إلى بقية القصة..

السؤال هنا، هل تحب الله؟ هل تثق بالله؟ بأن لله الأسماء الحسنى؟
بقوله عز وجل: "إنَّ الله لا يَظْلِم مِثْقال ذَرّة"
إن كل قصة لها صفحات،
لا تستطيع أن تحكم على قصة شخص ما من صفحة واحدة...
بل يجب أن تقرأها من البداية، للنهاية.. لتحكم حكما عادلا على هذه القصة..
فلكل قصة بقية.. كما هي الدنيا هي قصة ولها بقية ..
ولكن الله الرحمن الرحيم، لا يخفى عنه شيء، وهو العليم الحكيم..
هل تثق بالله؟  إذن يجب أن تثق بحكمه؟ ولو على نفسك، ولو على أقرب الناس إليك..
بأن كل ما يحدث هناك حكمة من وراءه.. ربما لن تعلمها اليوم .. ولكن لا يهم..
فأنت ربك الله اللطيف الخبير.. فقط ثق به

ومن منا من لم يفكر: لماذا خلق الله النار؟ ولماذا العذاب؟
هل تعلم من هو الله؟ هل قرأت؟ هل بحثت؟
قرأت عن نفسك كيف خُلقت.. بحثت في هذا الكون.. علمت من هو ربك..
إنه إله عظيم قوي عزيز..
ويقول الله عز وجل:"ما قَدَروا الله حَقَ قَدْرِه إنَّ الله لَقَوِيٍ عَزيز"
إنه إله رؤوف رحيم، أرحم بنا من أمهاتنا .. وأرحم بك من نفسك..
تقول: ولكن آيات العذاب في القرآن تقع شديدة على القلب..
نعم هي كذلك.. هي كذلك على قلب حي يخاف الله
أما القلب الميت فقد كفر بربه  ورُسله ويوم لقائه ويئس من رحمته..
 وقتل ضميره.. وباع نفسه لعدوه..

"كَمَثَلِ الشَّيْطان إذْ قالَ لِلْإنْسان اكْفُر فَلَما كَفَر قال إنّي بَريءٌ مِنْك إنّي أَخاف الله رَب الْعالَمين"

هل تحب الله .. هل تحب أن تراه..
أن ترى من خلقك.. من له الأسماء الحسنى.. هل تشتاق لرؤيته عز وجل..
إذن ثق بالله.. آمن به.. ثق به
لا تثق بنفسك.. بجهلك.. بأوهامك.. لا تثق بعدوك
لا تحكم على ما لا تراه
أنت لا ترى إلا صور وأقنعة مزيفة.. لا ترى القلوب.. لا ترى العقول..

ولا تنسى يوما ستلقى فيه ربك.. وتُكشف الحقيقة ولن ينفع حينها الندم واللوم
ويقول الله تبارك وتعالى:

"ويَوْمَ يُعْرَضُ الّذين كَفَروا عَلى النّار ألَيْسَ هذا بِالْحَق قالوا بَلى ورَبُنا

 قال فَذوقوا العَذابَ بِما كُنْتُم تَكْفُرون"

ماذا يقول الكافر حينها ؟    بلى وربي

ماذا يقول ؟  النار حق

وأنت.... ماذا تقول؟!